فأصابته طعنة في بطنه من يد غلام من مقاتلة السميرية أسود، فهوى إلى الماء، فابتدره أصحابه، فحملوه، وولوا منهزمين إلى عسكر الخبيث، فلم يصلوا به إليه، حتى أراح الله منه، فعظمت الفجيعة به على الفاسق وأوليائه، واشتد عليه جزعهم، وكان قتله الخبيث من أعظم الفتوح، وخفي هلاكه على أبي أحمد، حتى استأمن رجل من الملاحين، فأنهى إليه الخبر، فسر بذلك، وأمر بإحضار الغلام الذي ولي قتله، فأحضر، فوصله وكساه وطوقه، وزاد في أرزاقه، وأمر لجميع من كان في تلك السميريه بجوائز وخلع وصلات.
[أخبار متفرقة]
وفي هذه السنة كان أول شهر رمضان منها يوم الأحد، وكان الأحد الثانى من السعانين وفي الأحد الثالث الفصح، وفي الأحد الرابع النيروز، وفي الأحد الخامس انسلاخ الشهر.
وفيها ظفر أبو أحمد بالذوائبي، وكان ممايلا لصاحب الزنج.
وفيها كانت وقعة بين يدكوتكين بن أساتكين وأحمد بن عبد العزيز، فهزمه يدكوتكين وغلبه على قم وفيها وجه عمرو بن الليث قائدا بأمر أبي أحمد إلى محمد بن عبيد الله بن أزارمرد الكردي، فأسره القائد وحمله إليه.
وفي ذي القعدة منها خرج رجل من ولد عبد الملك بن صالح الهاشمي بالشام يقال له بكار بين سلمية وحلب وحمص، فدعا لأبي أحمد، فحاربه ابن عباس الكلابي، فانهزم الكلابي، ووجه إليه لؤلؤ صاحب ابن طولون قائدا يقال له بودن في عسكر وجيش كثيف، فرجع وليس معه كثير أحد ٤ وفيها أظهر لؤلؤ الخلاف على ابن طولون.
وفيها قتل صاحب الزنج ابن ملك الزنج، وكان بلغه أنه يريد اللحاق بأبي أحمد