وفي صبيحة هذه الليلة بويع لأبي العباس المعتضد بالله بالخلافة، فولى غلامه بدرا الشرطه وعبيد الله بن سليمان بن وهب الوزارة ومحمد بن الشاد بن ميكال الحرس، وحجبه الخاصة والعامه صالحا المعروف بالأمين، فاستخلف صالح خفيفا السمرقندي.
ولليلتين خلتا من شعبان فيها قدم على المعتضد رسول عمرو بن الليث الصفار بهدايا، وسال ولايه خراسان، فوجه المعتضد عيسى النوشرى مع الرسول، ومعه خلع ولواء عقده له على خراسان، فوصلوا اليه في شهر رمضان من هذه السنه، وخلع عليه، ونصب اللواء في صحن داره ثلاثة ايام.
[أخبار متفرقة]
وفيها ورد الخبر بموت نصر بن احمد، وقام بما كان اليه من العمل وراء نهر بلخ اخوه اسماعيل بن احمد.
وفيها قدم الحسين بن عبد الله المعروف بابن الجصاص من مصر رسولا لخمارويه بن احمد بن طولون، ومعه هدايا من العين، عشرون حملا على بغال وعشره من الخدم وصندوقان فيهما طراز وعشرون رجلا على عشرين نجيبا، بسروج محلاه بحليه فضه كثيره، ومعهم حراب فضه، وعليهم أقبية الديباج والمناطق المحلاه وسبع عشره دابه، بسروج ولجم، منها خمسه بذهب والباقى بفضة، وسبع وثلاثون دابه بجلال مشهره، وخمسه ابغل بسروج ولجم وزرافه، يوم الاثنين لثلاث خلون من شوال، فوصل الى المعتضد، فخلع عليه وعلى سبعه نفر معه وسفر ابن الجصاص في تزويج ابنه خمارويه من على بن المعتضد، فقال المعتضد: انا أتزوجها، فتزوجها