ملكها، وهو سامع مطيع قدم عليه قبل ذلك بلخ، ثم تلقاه بكندك مما يلي كس، وأخذ أبو داود من الأخريد وأصحابه حين قتلهم من الأواني الصينية المنقوشة المذهبة التي لم ير مثلها، ومن السروج الصينية ومتاع الصين كله من الديباج وغيره، ومن طرف الصين شيئا كثيرا، فحمله أبو داود أجمع إلى أبي مسلم وهو بسمرقند، وقتل أبو داود دهقان كس في عدة من دهاقينها واستحيا طاران أخا الاخريد وملكه على كس، وأخذ ابن النجاح ورده إلى أرضه، وانصرف أبو مسلم إلى مرو بعد أن قتل في أهل الصغد وأهل بخارى، وأمر ببناء حائط سمرقند، واستخلف زياد بْن صالح على الصغد وأهل بخارى، ثم رجع أبو داود الى بلخ
. ذكر قتال منصور بن جمهور
وفي هذه السنة وجه أبو العباس موسى بن كعب الى الهند لقتال منصور ابن جمهور، وفرض لثلاثة آلاف رجل من العرب والموالي بالبصرة ولألف من بني تميم خاصة، فشخص واستخلف مكانه على شرطة أبي العباس المسيب ابن زهير حتى ورد السند، ولقي منصور بْن جمهور في اثني عشر ألفا، فهزمه ومن معه، ومضى فمات عطشا في الرمال.
وقد قيل: أصابه بطن، وبلغ خليفة منصور وهو بالمنصورة هزيمة منصور، فرحل بعيال منصور وثقله، وخرج بهم في عدة من ثقاته، فدخل بهم بلاد الخزر.
وفيها توفي محمد بْن يزيد بْن عبد الله وهو على اليمن، فكتب أبو العباس إلى علي بْن الربيع بْن عبيد الله الحارثي، وهو عامل لزياد بْن عبيد الله على مكة بولايته على اليمن فسار إليها.
وفي هذه السنة تحول أبو العباس من الحيرة إلى الأنبار- وذلك فيما قَالَ الواقدي وغيره- في ذي الحجة