فرمى بهما على البلاط، فأكلتهما الكلاب، وَكَانَ العبدان اللذان قتلا يوم الدار يقال لهما نجيح وصبيح، فكان اسماهما الغالب عَلَى الرقيق لفضلهما وبلائهما، ولم يحفظ الناس اسم الثالث، ولم يغسل عُثْمَان، وكفن فِي ثيابه ودمائه وَلا غسل غلاماه.
وَكَتَبَ إلي السري، عن شعيب، عن سيف، عن مُجَالِد، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: دفن عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من الليل، وصلى عَلَيْهِ مَرْوَان بن الحكم، وخرجت ابنته تبكي فِي أثره، ونائلة ابنة الْفُرَافِصَة، رحمهم اللَّه
. ذكر الخبر عن الوقت الَّذِي قتل فِيهِ عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
اختلف فِي ذَلِكَ بعد إجماع جميعهم عَلَى أنه قتل فِي ذي الحجة، فَقَالَ بعضهم: قتل لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين من الهجرة، فَقَالَ الجمهور مِنْهُمْ: قتل لثماني عشرة ليلة مضت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين.
ذكر الرواية بِذَلِكَ عن بعض من قَالَ إنه قتل فِي سنة ست وثلاثين:
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سعد، قال: أخبرنا محمد ابن عمر، قال: حدثني أبو بكر بن إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص، عن عُثْمَان بن مُحَمَّد الأخنسي، قَالَ الْحَارِث: وَحَدَّثَنَا ابن سعد، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي سبرة، عن يَعْقُوب بن زَيْد، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قتل عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين بعد العصر، وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة غير اثني عشر يَوْمًا، وَهُوَ ابن اثنتين وثمانين سنة.
وَقَالَ أَبُو بَكْر: أَخْبَرَنَا مُصْعَب بن عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قتل عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين بعد العصر