كانت عند قدومه من الشام، لست خلون من شوال، فقيل لابن مقله: القه فقال:
فقلت لها لا عداك الصواب ... وان كان قولك الا سديدا
أمثلي تطاوعه نفسه ... على ان يرى خاضعا مستزيدا
وبلغ ابن رائق ما خاطب به البريدى اهل البصره، فأتاهم الكوفى وقال له اكتب اليه: اننى انكرت قبولك للحجريه، فاما رددتهم واما طردتهم، واما من انفذت به من أصحابك الى البصره، فإنما فعلت ذلك لحفظها من القرامطة، وقد كفينا امرهم ونفذوا الى بلادهم.
وكان قصد ابن رائق المغالطه، والا يكاشفه بالعداوة.
فكان جواب البريدى، ان اصحابه يتمسكون بالحجريه لقربى بينهم، وانه وان ابعدهم اوحش للجميع، لكنه يقطع أرزاقهم حتى يتصرفوا.
وكان اصحاب البريدى الذين انفذهم مع اقبال غلامه، قد وقعت بينهم وبين اصحاب محمد بن يزداد وتكين الصغدي شحنه البصره لحربهم، فوقعت بينهم، حرب بنهر الأمير، انهزم فيها اصحاب ابن رائق، وانهزموا ثانيه بسكرابان، على فراسخ من الأبله.
ودخل اقبال البصره، وخرج عنها محمد بن يزداد، سالكا طريق البر الى الكوفه، واصعد منها تكين ونيال الصغدي في الماء الى واسط.
وانفذ ابن رائق- وقد عظم عنده الأمر- أبا عمرو والعاقولي برسالة البريدى، تتضمن وعدا ووعيدا، فكان جوابه انه لا يمكنه رد اصحابه عن البصره لان أهلها قد تمسكوا بهم.
ولكن البصريون قد استوحشوا من محمد بن يزداد، لما عاملهم به من سوء السيرة،