فيها ورد الخبر في أول المحرم على الخليفة ببغداد بقطع الجنابى والقرامطة على الحاج، وما حدث فيهم من القتل والاسر، وذهاب عامه الناس، آل السلطان وغيرهم، وان عبد الله بن حمدان قد قلد امر الطريق.
فمضى الناس في القافلة الاولى فسلموا في أول مسيرهم، حتى إذا صاروا بفيد اتصل بهم خبر القرامطة، فتوقفوا، وورد كتاب ابى الهيجاء على نزار بن محمد الخراسانى، وكان في القافلة الاولى بان يتوقف عليه حتى يجتمعوا، فتوقف نزار وتلاحقت قوافل الشارية والزيريه والخوارزمية، فلما صاروا باجمعهم بالهبير غشيهم الجنابى واصحابه القرامطة، فقتلوا عامتهم واتصل الخبر بسائر القوافل، وقد اجتمعت بفيد، فتشاوروا في العدول الى وادي القرى، ولم يتفقوا على ذلك ثم عزموا على المسير، فقطع بهم الجنابى واسر ابو الهيجاء القائد، وافلت نزار وبه ضربات أثخنته، واسر ابن للحسين ابن حمدان واحمد بن بدر العم واحمد بن محمد بن قشمرد وابنه، واسر مازج الخادم صاحب الشمسه، وفلفل الفتى ونحرير فتى السيده، وكان على القافلة الثالثه، وقتل بدر ومقبل غلاما الطائي، وكانا فارسين مشهورين ممن يسير بالقوافل ويدافع عنها، ولهما قدر وذكر، واسر خزرى وابنه، وكانا من القواد، وقتل سائر الجند، وأخذت القرامطة الشمسه وجميع ما كان للسلطان من الجواهر والطرائف، وأخذوا من اموال الناس ما لا يحصى وتحدث من افلت بانه صار اليهم من الدنانير والورق خاصه نحو الف الف دينار، ومن الأمتعة والطيب وسائر الأشياء ما قيمته اكثر من هذا، وان جميع عسكره انما كان ثمانمائه فارس، وسائرهم رجاله وكل من افلت من أيدي القرامطة،