للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها ولى كيغلغ الخليل بن ريمال حلوان، فنالهم بالمكاره بسبب عمر ابن سيما وأخذهم بجريرة ابن شبث، فضمنوا له خلاص ابن سيما وإصلاح أمر ابن شبث.

سنه ٢٦٨

[ذكر خبر إيقاع رشيق بمن اعان الزنج من تميم]

وفيها أوقع رشيق غلام أبي العباس بن الموفق بقوم من بني تميم، كانوا أعانوا الزنج على دخول البصرة وإحراقها، وكان السبب في ذلك انه كان انتهى إليه أن قوما من هؤلاء الأعراب قد جلبوا ميرة من البر إلى مدينة الخبيث، طعاما وإبلا وغنما، وأنهم في مؤخر نهر الأمير ينتظرون سفنا تأتيهم من مؤخر عسكر الفاجر تحملهم وما معهم فسرى إليهم رشيق في الشذا، فوافى الموضع الذي كانوا حلوا به، وهو النهر المعروف بالإسحاقي، فأوقع بهم وهم غارون، فقتل أكثرهم وأسر جماعة منهم وهم تجار كانوا خرجوا من عسكر الخبيث لجلب الميرة، وحوى ما كان معهم من أصناف المير والشاء والإبل والحمير التي كانوا حملوا عليها الميرة فحمل الأسرى والرءوس في الشذا وفي سفن كانت معه إلى الموفقية، فأمر الموفق فعلقت الرءوس في الشذا، وصلب الأسارى هنالك، وأظهر ما صار إلى رشيق وأصحابه، وطيف بذلك في أقطار العسكر، ثم أمر بالرءوس والأسارى، فاجتيز بهم على عسكر الخبيث حتى عرفوا ما كان من رشيق من الإيقاع بجالبي المير إليهم، ففعل ذلك وكان فيمن ظفر به رشيق رجل من الأعراب، كان يسفر بين صاحب الزنج والأعراب في جلب الميرة، فأمر به الموفق فقطعت يده ورجله، وألقي في عسكر الخبيث ثم أمر بضرب أعناق الأساري فضربت، وسوغ أصحاب رشيق ما أصابوا من أموالهم، وأمر لرشيق بخلع وصلة، ورده إلى عسكره، فكثر المستأمنون إلى رشيق فأمر أبو أحمد بضم من خرج منهم إلى رشيق إليه، فكثروا حتى كان كأكثر العساكر جمعا، وانقطعت عن

<<  <  ج: ص:  >  >>