للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم دخلت

[سنه ثمان عشره وثلاثمائة]

(ذكر ما دار في هذه السنه من اخبار بنى العباس)

[أخبار متفرقة]

فيها اقبل مليح الأرميني الى ناحيه شمشاط للغارة على أهلها، فخرج اليه نجم غلام جنى الصفواني، وكان يلى المعاون بديار مضر، ويتولى اعمال الرقة، فاوقع بمليح وباصحابه وقيعه عظيمه، فانفذ ابنا له يقال له منصور، ويكنى أبا الغنائم الى الخليفة ببغداد بأربعمائة اسير منهم عشره رؤساء مشاهير، فادخلهم بغداد في شهر ربيع الأول من هذه السنة مشاهير على الجمال ٤.

وفي هذه السنه خرج اعراب بنى نمير بن عامر وبنى كلاب بن ربيعه فعاثوا بظهر الكوفه، واستطالوا على المسلمين، وأخافوا السبيل، فخرج اليهم ابو الفوارس محمد بن ورقاء امير الكوفه في جمع من اشراف الكوفه وبنى هاشم العباسيين والطالبيين ولم يكن معه جند سواهم فقاتل الاعراب بنفسه، وصبر لمحاربتهم فأسروه وأسروا معه ابن عمر العلوي وابن عم شيبان العباسي من ولد عيسى بن موسى، وسار بهم الاعراب في اخبائهم، ولم يجسروا على إيقاع سوء بهم فطلبوا منهم الفداء فاجابوهم اليه، وفدوا انفسهم وتخلصوا منهم.

وفيها خلع على عبد الله بن عمرويه، وقلد شرطه البصره مكان محمد بن القاسم بن سيما، وخلع على على بن يلبق لمعاون النهروان وواسط مكان سعيد بن حمدان، فخرج الى واسط، وبلغه ان إسحاق الكردى المعروف بابى الحسين، خرج لقطع الطريق على عادته، ومعه جمله من الأكراد، فراسله على ولاطفه، ووعده تقديم السلطان له على جميع الأكراد فاقبل اليه وبات عنده وخلع عليه وحمله ثم صرفه الى عسكره ليغدو عليه في اليوم الثانى، واجتمع رؤساء اهل واسط الى على، فعرفوه بما قد هياه الله له في

<<  <  ج: ص:  >  >>