كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ، عَنْ شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة والمهلب وعمرو، قالوا: وقصد سهيل بْن عدي إلى كرمان، ولحقه عبد اللَّه بْن عبد اللَّه بْن عتبان، وعلى مقدمة سهيل بْن عدي النسير بْن عمرو العجلي، وقد حشد له أهل كرمان، واستعانوا بالقفس، فاقتتلوا في أدنى أرضهم، ففضهم اللَّه، فأخذوا عليهم بالطريق، وقتل النسير مرزبانها، فدخل سهيل من قبل طريق القرى اليوم إلى جيرفت، وعبد اللَّه بْن عبد اللَّه من مفازة شير، فأصابوا ما شاءوا من بعير أو شاء، فقوموا الإبل والغنم فتحاصوها بالأثمان لعظم البخت على العراب، وكرهوا أن يزيدوا، وكتبوا إلى عمر، فكتب إليهم: إن البعير العربي إنما قوم بتعيير اللحم، وذلك مثله، فإذا رأيتم أن في البخت فضلا فزيدوا فإنما هي من قيمه.
وأما المدائني، فإنه ذكر أن علي بْن مجاهد أخبره عن حنبل بْن أبي حريدة- وكان قاضي قهستان- عن مرزبان قهستان، قال: فتح كرمان عبد اللَّه بْن بديل بْن ورقاء الخزاعي في خلافة عمر بْن الخطاب، ثم أتى الطبسين من كرمان، ثم قدم على عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، إني افتتحت الطبسين فأقطعنيهما، فأراد أن يفعل، فقيل لعمر: إنهما رستاقان عظيمان، فلم يقطعه إياهما، وهما بابا خراسان.
[ذكر فتح سجستان]
قالوا: وقصد عاصم بْن عمرو لسجستان، ولحقه عبد اللَّه بْن عمير، فاستقبلوهم فالتقوا هم وأهل سجستان في أدنى أرضهم، فهزموهم ثم أتبعوهم، حتى حصروهم بزرنج، ومخروا أرض سجستان ما شاءوا ثم إنهم طلبوا الصلح على زرنج وما احتازوا من الأرضين، فأعطوه، وكانوا قد اشترطوا في صلحهم ان فدا فدها حمى، فكان المسلمون إذا خرجوا تناذروا خشية