وخلى سرة الأهواز كرها ... غداة الجسر إذ نجم الربيع
وقال حرقوص:
غلبنا الهرمزان على بلاد ... لها في كل ناحية ذخائر
سواء برهم والبحر فيها ... إذا صارت نواجبها بواكر
لها بحر يعج بجانبيه ... جعافر لا يزال لها زواخر
[فتح تستر]
وفيها فتحت تستر في قول سيف وروايته- أعني سنة سبع عشرة- وقال بعضهم: فتحت سنة ست عشرة، وبعضهم يقول: في سنة تسع عشرة.
ذكر الخبر عن فتحها:
كَتَبَ إلي السري، عن شعيب، عن سيف، عن مُحَمَّد وطلحة والمهلب وعمرو، قالوا: لما انهزم الهرمزان يوم سوق الأهواز، وافتتح حرقوص بْن زهير سوق الأهواز، أقام بها، وبعث جزء بْن معاوية في أثره بأمر عمر إلى سرق، وقد كان عهد إليه فيه: إن فتح اللَّه عليهم أن يتبعه جزءا، ويكون وجهه إلى سرق فخرج جزء في أثر الهرمزان، والهرمزان متوجه إلى رامهرمز هاربا، فما زال يقتلهم حتى انتهى إلى قرية الشغر، وأعجزه بها الهرمزان، فمال جزء إلى دورق من قرية الشغر، وهي شاغرة برجلها- ودورق مدينة سرق فيها قوم لا يطيقون منعها- فأخذها صافية، وكتب إلى عمر بذلك وإلى عتبة، وبدعائه من هرب إلى الجزاء والمنعة، وإجابتهم إلى ذلك.
فكتب عمر إلى جزء بْن معاوية وإلى حرقوص بْن زهير بلزوم ما غلبا عليه، وبالمقام حتى يأتيهما أمره، وكتب إليه مع عتبة بذلك، ففعلا واستأذن جزء في عمران بلاده عمر، فأذن له، فشق الأنهار، وعمر الموات ولما