للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر عن عمرو بْن عبد الملك أن محمدا أمر زريحا غلامه بتتبع الأموال وطلبها عند أهل الودائع وغيرهم، وأمر الهرش بطاعته، فكان يهجم على الناس في منازلهم، ويبيتهم ليلا، ويأخذ بالظنة، فجبى بذلك السبب أموالا كثيرة، وأهلك خلقا، فهرب الناس بعلة الحج، وفر الأغنياء، فقال القراطيسي في ذلك:

أظهروا الحج وما ينوونه ... بل من الهرش يريدون الهرب

كم أناس أصبحوا في غبطة ... وكل الهرش عليهم بالعطب

كل من راد زريح بيته ... لقى الذل ووافاه الحرب

[ذكر خبر وقعه درب الحجاره]

وفيها كانت وقعة درب الحجارة.

ذكر الخبر عنها:

ذكر أن هذه الوقعة كانت بحضرة درب الحجارة، وكانت لأصحاب محمد على أصحاب طاهر، قتل فيها خلق كثير، فقال في ذلك عمرو بْن عبد الملك العتري:

وقعة السبت يوم درب الحجارة ... قطعت قطعة من النظاره

ذاك من بعد ما تفانوا ولكن ... أهلكتهم غوغاؤنا بالحجارة

قدم الشورجين للقتل عمدا ... قَالَ إني لكم أريد الإماره

فتلقاه كل لص مريب ... عمر السجن دهره بالشطاره

ما عليه شيء يواريه منه ... أيره قائم كمثل المنارة

فتولوا عنهم وكانوا قديما ... يحسنون الضراب في كل غاره

<<  <  ج: ص:  >  >>