الخبر عما أصاب أبا أحمد يعد أصحابة العدات، ويمنيهم الأماني الكاذبة، وجعل يحلف على منبره- بعد ما اتصل به الخبر بظهور أبي أحمد وركوبه الشذا- أن ذلك باطل لا أصل له، وأن الذي رأوه في الشذا مثال موه لهم وشبه لهم.
[ذكر عزم المعتمد على اللحاق بمصر]
وفيها في يوم السبت للنصف من جمادى الأولى، شخص المعتمد يريد اللحاق بمصر، وأقام يتصيد بالكحيل، وقدم صاعد بن مخلد من عند أبي أحمد، ثم شخص إلى سامرا في جماعة من القواد في جمادى الآخرة، وقدم قائدان لابن طولون- يقال لأحدهما أحمد بن جبغويه وللآخر محمد بن عباس الكلابي- الرقة، فلما صار المعتمد إلى عمل إسحاق بن كنداج- وكان العامل على الموصل وعامة الجزيرة- وثب ابن كنداج بمن شخص مع المعتمد من سامرا يريد مصر، وهم تينك وأحمد بن خاقان وخطارمش، فقيدهم وأخذ أموالهم ودوابهم ورقيقهم وكان قد كتب إليه بالقبض عليهم وعلى المعتمد، وأقطع إسحاق بن كنداج ضياعهم وضياع فارس بن بغا.
وكان سبب وصوله إلى القبض على من ذكرت، ان ابن كنداج لما صار إلى عمله، وقد نفذت إليه الكتب من قبل صاعد بالقبض عليهم، أظهر أنه معهم، وعلى مثل رأيهم في طاعة المعتمد، إذ كان الخليفة، وأنه غير جائز له الخلاف عليه وقد كان من مع المعتمد من القواد حذروا المعتمد المرور به، وخوفوه وثوبه بهم، فأبى إلا المرور به- فيما ذكر- وقال لهم: إنما هو مولاي وغلامي، وأريد أن أتصيد، فإن في الطريق إليه صيدا كثيرا فلما صاروا في عمله، لقيهم وسار معهم كي يرد المعتمد- فيما ذكر- منزلا قبل وصوله إلى عمل ابن طولون، فلما أصبح ارتحل التباع والغلمان الذين كانوا مع المعتمد ومن شخص معه من سامرا، وخلا ابن كنداج بالقواد الذين مع المعتمد، فقال لهم: إنكم قد قربتم من عمل ابن طولون والمقيم بالرقة من قواده، وأنتم