فيها فتح ابراهيم المسمعي ناحيه القفص، واسر منهم خمسه آلاف رجل، وحملهم الى فارس وكثرت الارطاب ببغداد، حتى عملوا منها التمور، وجهزوا بذلك الى البصره، فنسبوا الى البغى.
واتى القرمطى النجف، فخرج مؤنس، فانصرف من بين يديه.
وفيها مات الخاقانى.
وفيها دخل الروم ملطيه.
وفي هذه السنه، توفى ابو الحسن على بن محمد بن بشار الزاهد، وقبره ظاهر بالعقبه عند النجمى يتبرك به، وكان القادر بالله رضى الله عنه يزوره دائما، وقال في بعض الأيام: انى لاعرف رجلا ما تكلم منذ ثلاثين سنه بكلمة يعتذر منها، فعلم الحاضرون انه اراد نفسه.
وجاءته امراه، فقالت: ان ابنى قد غاب، وقد طالت غيبته، فقال لها:
عليك بالصبر، فظنت انه يأمرها باكل الصبر، وكانت عندها برنيه مملوءة صبرا، فمضت واكلت نصفها في مده، على مرارة من العيش، وشده من الحال، ثم رجعت اليه فشكت اليه غيبته، فقال لها: عليك بالصبر، فقالت: قد وفى من البرنية، قال لها: وأكلته! قالت: نعم قال: اذهبى فابنك قد ورد، فرجعت الى الى منزلها فوجدت ابنها هناك.
وسمع ابن بشار من تاج المقتدر بالله غناء، فلما اصبح قال: هذا الامام ولا يمكننا الانكار على الامام، ولكن ننتقل، فبلغ ذلك المقتدر بالله فانفذ اليه:
ايها الشيخ لا تنزعج فتزعجنا، ونحن اولى بالانتقال منك فكان هذا من عمل خادم وقد ادبناه وصرفناه عن دارنا، ولن ترى بعدها ولا تسمع ما تكره.