ففيها بويع لعثمان بن عفان بالخلافة، واختلف فِي الوقت الَّذِي بويع لَهُ فِيهِ، فَقَالَ بعضهم مَا حَدَّثَنِي بِهِ الْحَارِث، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن سعد، قال:
أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد ابن أبي وقاص، عن عثمان بن محمد الأخنسي قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أبو بكر بْن عبد الله بْن أبي سبرة، عن يعقوب بن زيد عن أبيه، قالا: بويع عُثْمَان بن عَفَّانَ يوم الاثنين لليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، فاستقبل بخلافته المحرم سنة أربع وعشرين.
وَقَالَ آخرون: مَا حَدَّثَنِي بِهِ أَحْمَد بْن ثَابِت الرازي، عمن ذكره، عن إِسْحَاق بْن عِيسَى، عن أبي معشر، قَالَ: بويع لِعُثْمَانَ عام الرعاف سنه اربع وعشرين، قيل: إنما قيل لهذه السنة عام الرعاف، لأنه كثر الرعاف فِيهَا فِي الناس.
وَقَالَ آخرون- فيما كتب به إلي السري، عن شعيب، عَنْ سَيْفٍ، عن خليد بن ذفرة ومجالد، قالا: استخلف عثمان لثلاث مضين من المحرم سنة أربع وعشرين، فخرج فصلى بالناس العصر، وزاد: ووفد فاستن بِهِ.
وكتب إلي السري، عن شعيب، عن سيف، عن عمر، عن الشعبي، قال: اجتمع أهل الشورى على عثمان لثلاث مضين من المحرم، وقد دخل وقت العصر، وقد أذن مؤذن صهيب، واجتمعوا بين الأذان والإقامة، فخرج فصلى بالناس، وزاد الناس مائة، ووفد أهل الأمصار، وَهُوَ أول من صنع ذَلِكَ.
وَقَالَ آخرون- فِيمَا ذَكَرَ ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنِ ابن جريج عن ابن مليكة، قَالَ: بويع لِعُثْمَانَ لعشر مضين من المحرم، بعد مقتل عمر بثلاث ليال