في هذه السنه، تاخرت ارزاق الجند، واحتج ابن الفرات بان المال صرف في نفقه الجيش الذى جهزه لمحاربه ابن ابى الساج، فقبض عليه فكانت وزارته هذه سنه وخمسه اشهر وتسعه عشر يوما.
ودخل على جحظه بعض اصدقائه، فقال له: ما تتمنى؟ فقال: لم يبق لي منى غير نكبات الوزراء! فقال له: قد نكب ابن الفرات، فقال جحظه:
احسن من قهوة معتقه ... تخالها في انائها ذهبا
من كف مقدودة منعمه ... تقسم فينا الحاظها الوصبا
ومسمع نهض السرور إذا ... رجع فيما تقول او ضربا
نعمه قوم أزالها قدر ... لم يحظ حر فيها بما طلبا
[وزارة حامد بن العباس]
كان حامد يستدعى قسيما الجوهري خادم السيده، إذا خرج الى واسط لمشارفه أعمالها بها، ويلاطفه، فعاد من عنده وقد نكب ابن الفرات، فاشار به، فوافق ذلك مشوره ابن الحوارى أيضا فوصل وقد كوتب الى بغداد في اليوم الرابع من القبض على ابن الفرات وكان له أربعمائة غلام يحملون السلاح وعده حجاب تجرى مجرى القواد.
واشار ابن الحوارى عليه بطلب على بن عيسى، ومساءله المقتدر بالله فيه ليخلفه على الدواوين، ففعل، فقال المقتدر بالله: ما احسب على بن عيسى يرضى ان يكون تابعا، بعد ان كان متبوعا فقال حامد: انا اعامل الوزراء منذ ايام الناصر لدين الله، فما رايت اعف من على بن عيسى، ولا اكبر نفسا منه، ولم لا يستجيب لخلافه الوزارة؟ وانما الكاتب كالخياط يخيط يوما ثوبا قيمته الف دينار، ويخيط يوما