مكتوبا عليه بصفرة ما يكتب على الألوية، وزاد فيه المأمون: يا منصور، وخرج ومعه الناس فصار إلى منزله، ولما كان من غد ركب إليه الناس، وركب إليه الفضل بْن الربيع، فأقام عنده إلى الليل، فقام الفضل، فقال عبد الله: يا أبا العباس، قد تفضلت وأحسنت، وقد تقدم أبي وأخوك الى الا أقطع أمرا دونك، وأحتاج أن أستطلع رأيك، وأستضيء بمشورتك، فإن رأيت أن تقيم عندي إلى أن نفطر فافعل.
فقال له: إن لي حالات ليس يمكنني معها الافطار هاهنا قَالَ: إن كنت تكره طعام أهل خراسان فابعث الى مطبخك يأتون بطعامك، فقال له:
إن لي ركعات بين العشاء والعتمة، قَالَ: ففي حفظ الله، وخرج معه إلى صحن داره يشاوره في خاص أموره.
وقيل: كان خروج عبد الله الصحيح إلى مضر، لقتال نصر بْن شبث بعد خروج ابيه الى خراسان، بسته اشهر.
وصيه طاهر الى ابنه عبد الله
وكان طاهر حين ولى ابنه عبد الله ديار ربيعه، كتب اليه كتابا نسخته:
(بسم الله الرحمن الرحيم) عليك بتقوى الله وحده لا شريك له، وخشيته ومراقبته ومزايلة سخطه وحفظ رعيتك، والزم ما ألبسك الله من العافية بالذكر لمعادك، وما أنت صائر إليه، وموقوف عليه، ومسئول عنه، والعمل في ذلك كله بما يعصمك الله، وينجيك يوم القيامة من عذابه وأليم عقابه، فإن الله قد أحسن إليك وأوجب عليك الرأفة بمن استرعاك أمرهم من عباده، وألزمك العدل عليهم، والقيام بحقه وحدوده فيهم، والذب عنهم، والدفع عن حريمهم وبيضتهم، والحقن لدمائهم، والأمن لسبيلهم، وإدخال الراحة عليهم في معايشهم، ومؤاخذك بما فرض عليك من ذلك، وموقفك عليه، ومسائلك عنه، ومثيبك عليه بما قدمت