قال: فضرب رجل من الجند ساق موسى، فلما ولي قتيبة أخبر عنه فقال:
ما دعاك إلى ما صنعت بفتى العرب بعد موته! قال: كان قتل أخي، فأمر به قتيبة فقتل بين يديه
. عزم عبد الملك بن مروان على خلع أخيه عبد العزيز
وفي هذه السنة أراد عبد الملك بن مروان خلع أخيه عبد العزيز بن مروان.
ذكر الخبر عن ذَلِكَ وما كَانَ من أمرهما فيه:
ذكر الواقدي أن عبد الملك هم بذلك، فنهاه عنه قبيصة بن ذؤيب، وقال: لا تفعل هذا، فإنك باعث على نفسك صوت نعار، ولعل الموت يأتيه فتستريح منه! فكف عبد الملك عن ذلك ونفسه تنازعه إلى أن يخلعه.
ودخل عليه روح بن زنباع الجذامي- وكان أجل الناس عند عبد الملك- فقال: يا أمير المؤمنين، لو خلعته ما انتطح فيه عنزان، فقال: ترى ذلك يا أبا زرعة؟ قال: إي والله، وأنا أول من يجيبك إلى ذلك، فقال:
نصيح إن شاء الله قال: فبينا هو على ذلك وقد نام عبد الملك وروح ابن زنباع إذ دخل عليهما قبيصة بن ذؤيب طروقا، وكان عبد الملك قد تقدم إلى حجابه فقال: لا يجب عني قبيصة أي ساعة جاء من ليل أو نهار، إذا كنت خاليا أو عندي رجل واحد، وإن كنت عند النساء أدخل المجلس وأعلمت بمكانه فدخل، وكان الخاتم إليه، وكانت السكة إليه، تأتيه الأخبار قبل عبد الملك، ويقرأ الكتب قبله، ويأتي بالكتاب إلى عبد الملك منشورا فيقرؤه، إعظاما لقبيصة- فدخل عليه فسلم عليه وقال: أجرك الله يا أمير المؤمنين في أخيك عبد العزيز! قال: وهل توفي؟ قال: نعم، فاسترجع عبد الملك، ثم أقبل على روح فقال: كفانا الله أبا زرعة ما كنا نريد وما أجمعنا عليه، وكان ذلك مخالفا لك يا أبا إسحاق، فقال قبيصة:
ما هو؟ فأخبره بما كان، فقال قبيصة: يا أمير المؤمنين، إن الرأي كله