بصاحب الشامة، ومعه ابن عمه المعروف بالمدثر على بغل في عمارية، وقد اسبل عليهما الغشاء، ومعهما جماعه من الفرسان والرجاله، فصعد بهما الى الدكة واقعدا، وقدم اربعه وثلاثون إنسانا من هؤلاء الأسارى، فقطعت ايديهم وارجلهم، وضربت أعناقهم واحدا بعد واحد، كان يؤخذ الرجل فيبطح على وجهه فيقطع يمنى يديه، ويحلق بها الى اسفل ليراها الناس، ثم تقطع رجله اليسرى، ثم يسرى يديه، ثم يمنى رجليه، ويرمى بما قطع منه الى اسفل، ثم يقعد فيمد راسه، فيضرب عنقه، ويرمى برأسه وجثته الى اسفل وكانت جماعه من هؤلاء الأسرى قليله يضجون ويستغيثون، ويحلفون انهم ليسوا من القرامطة.
فلما فرغ من قتل هؤلاء الأربعة والثلاثين النفس- وكانوا من وجوه اصحاب القرمطى- فيما ذكر- وكبرائهم قدم المدثر، فقطعت يداه ورجلاه وضربت عنقه، ثم قدم القرمطى فضرب مائتي سوط، ثم قطعت يداه ورجلاه، وكوى فغشى عليه، ثم أخذ خشب فأضرمت فيه النار، ووضع في خواصره وبطنه فجعل يفتح عينيه ثم يغمضهما، فلما خافوا ان يموت ضربت عنقه، ورفع راسه على خشبة، وكبر من على الدكة وكبر سائر الناس فلما قتل انصرف القواد ومن كان حضر ذلك الموضع للنظر الى ما يفعل بالقرمطى.
واقام الواثقى في جماعه من اصحابه في ذلك الموضع الى وقت العشاء الآخرة، حتى ضرب اعناق باقى الأسرى الذين احضروا الدكة، ثم انصرف.
فلما كان من غد هذا اليوم حملت رءوس القتلى من المصلى الى الجسر، وصلب بدن القرمطى في طرف الجسر الأعلى ببغداد، وحفرت لأجساد القتلى في يوم الأربعاء آبار الى جانب الدكة، وطرحت فيها وطمت، ثم امر بعد ايام بهدم الدكة ففعل.
ولاربع عشره خلت من شهر ربيع الآخر وافى بغداد القاسم بن سيما منصرفا عن عمله بطريق الفرات، ومعه رجل من بنى العليص من اصحاب القرمطى صاحب الشامة، دخل اليه بأمان، وكان احد دعاه القرمطى،