للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها درج يصعد منها إليها وكان المكتفي خلف مع محمد بن سليمان عساكره بالرقة عند منصرفه الى مدينه السلام، فتلقط محمد بن سليمان من كان في تلك الناحية من قواد القرمطى وقضاته واصحاب شرطه، فاخذهم وقيدهم، وانحدر والقواد الذين تخلفوا معه الى مدينه السلام على طريق الفرات، فوافى باب الأنبار ليله الخميس لاثنتى عشره خلت من شهر ربيع الاول، ومعه جماعه من القواد، منهم خاقان المفلحى ومحمد بن إسحاق بن كنداجيق وغيرهما.

فامر القواد الذين ببغداد بتلقى محمد بن سليمان والدخول معه، فدخل بغداد وبين يديه نيف وسبعون أسيرا، حتى صار الى الثريا، فخلع عليه، وطوق بطوق من ذهب وسور بسوارين من ذهب، وخلع على جميع القواد القادمين معه، وطوقوا وسوروا وصرفوا الى منازلهم، وامر بالأسرى الى السجن.

وذكر عن صاحب الشامة انه أخذ وهو في حبس المكتفي سكرجة من المائدة التي تدخل اليه فكسرها، وأخذ شظية منها فقطع بها بعض عروق نفسه، فخرج منه دم كثير، ثم شد يده فلما وقف المولى خدمته على ذلك ساله: لم فعل ذلك؟ فقال: هاج بي الدم فاخرجته فترك حتى صلح، ورجعت اليه قوته.

ولما كان يوم الاثنين لسبع بقين من شهر ربيع الاول امر المكتفي القواد والغلمان بحضور الدكة التي امر ببنائها، وخرج من الناس خلق كثير لحضورها، فحضروها، وحضر احمد بن محمد الواثقى وهو يومئذ يلى الشرطه بمدينه السلام ومحمد بن سليمان كاتب الجيش الدكة، فقعدا عليها، وحمل الأسرى الذين جاء بهم المكتفي معه من الرقة والذين جاء بهم محمد بن سليمان ومن كان في السجن من القرامطة الذين جمعوا من الكوفه، وقوم من اهل بغداد كانوا على راى القرامطة، وقوم من الرفوغ من سائر البلدان من غير القرامطة- وكانوا قليلا- فجيء بهم على جمال، واحضروا الدكة، ووقفوا على جمالهم، ووكل بكل رجل منهم عونان، فقيل: انهم كانوا ثلاثمائة ونيفا وعشرين، وقيل ثلاثمائة وستين، وجيء بالقرمطى الحسين بن زكرويه المعروف

<<  <  ج: ص:  >  >>