رمق، فدعا بنار فحرقه بها وهو حي لم تخرج روحه، وطلب المختار سنان ابن أنس الذي كان يدعي قتل الحسين، فوجده قد هرب إلى البصرة، فهدم داره وطلب المختار عبد الله بن عقبة الغنوي فوجده قد هرب، ولحق بالجزيرة، فهدم داره، وكان ذلك الغنوي قد قتل منهم غلاما، وقتل رجل آخر من بني أسد يقال له حرملة بن كاهل رجلا من آل الحسين، ففيهما يقول ابن أبي عقب الليثي:
وعند غني قطرة من دمائنا ... وفي أسد أخرى تعد وتذكر
وطلب رجلا من خثعم يقال لَهُ عَبْد اللَّهِ بن عروة الخثعمي- كان يقول:
رميت فيهم باثني عشر سهما ضيعة- ففاته ولحق بمصعب، فهدم داره، وطلب رجلا من صداء يقال له عمرو بن صبيح، وكان يقول: لقد طعنت بعضهم وجرحت فيهم وما قتلت منهم أحدا، فأتي ليلا وهو على سطحه وهو لا يشعر بعد ما هدأت العيون، وسيفه تحت رأسه، فأخذوه أخذا، وأخذوا سيفه، فقال: قبحك الله سيفا، ما أقربك وأبعدك! فجيء به إلى المختار، فحبسه معه في القصر، فلما أن أصبح أذن لأصحابه، وقيل: ليدخل من شاء أن يدخل، ودخل الناس، وجيء به مقيدا، فقال:
أما والله يا معشر الكفرة الفجرة إن لو بيدي سيفي لعلمتم أني بنصل السيف غير رعش ولا رعديد ما يسرني إذ كانت منيتي فتلا أنه قتلني من الخلق أحد غيركم لقد علمت أنكم شرار خلق الله، غير أني وددت أن بيدي سيفا أضرب به فيكم ساعة، ثم رفع يده فلطم عين ابن كامل وهو إلى جنبه، فضحك ابن كامل، ثم أخذ بيده وأمسكها، ثم قال: إنه يزعم أنه قد جرح في آل مُحَمَّد وطعن، فمرنا بأمرك فيه، فقال المختار:
علي بالرماح، فأتي بها، فقال: اطعنوه حتى يموت، فطعن بالرماح حتى مات.
قال أبو مخنف: حدثني هشام بن عبد الرحمن وابنه الحكم بن هشام