للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاقتصادية المتناسقة يمكن أن تولد وتنمو داخل الكيان الإنسانى الموحد الذى يجب أن يعود إلى الحياة الدولية مرة أخرى.

إن الصعوبات التى تتوهم أمام أى تجمع إسلامى أقل من الصعوبات التى انتصبت بالفعل أمام أى تجمع عربى..

ولكن أمام المناضلين المسلمين مراحل طويلة حتى يستطيعوا أن يقيموا جامعة إسلامية ضخمة تلم شمل المسلمين، وتداوى جراحاتهم، وتحرر مستعبديهم، وترد العدوان عنهم.

ولا أدرى لماذا يكون الوجود الصينى واقعاً عادياً فيصبح ٨٠٠ مليون إنسان دولة موحدة ويكون الوجود الإسلامى خيالاً مستبعداً؟ ولو كان اتحاد ولايات أو تحالف دول متآخية!!

إن شئون المسلمين لا تعالج للأسف بالعقل العادى، فالتأثر بالاستعمار والتبعية الذليلة للغزو الثقافى هما أساس التجهم الغريب لكل كلام عن الإسلام وأمته الكبرى ووحدته المنشودة..

إن القارة الاستعمارية التى شنتها أوربا على الإسلام وأتباعه منذ قرنين تقريباً استهدفت أمرين رهيبين:

ـ الأول: رفض أى تلاق على الإسلام بين الشعوب المنتسبة له، وتمزيق الولاء الموروث نحو الجامعة الإسلامية وإحياء نزعات قومية حقيقية ومفتعلة، تجعل أبناء الأسرة الواحدة متناكرين لا يلوى أحدهم على الآخر ولا يحترم آصرة الدين المشترك.. وبذلك أصبح المسلمون أوزاعاً بين ٦٠ أو ٧٠ جنسية فى المجال الدولى.

ـ الثانى: تمويت الإيمان فى ضمائر الأفراد بحيث ينفصل السلوك عن العقيدة، فينحرف هذا وتنكمش تلك، ويصبح المجتمع مسرحاً للمباذل المستقرة والأهواء المطاعة والتيارات الطائشة، ثم يتحول ما بقى من دين على أشكال فارغة وبدع حقيرة لا تغنى عن أصحابها شيئاً.

وبكلا الأمرين نجح الاستعمار الحاقد فى بلوغ أهدافه منا وكان وصوله إلى

<<  <   >  >>