للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليهم فى أوربا. إن أوربا رمتنا بدائها وانسلت، إنها كانت ولا زالت تجعل الخلاف الدينى والمذهبى مثار حروب وعداوات، وهى بهذه العقلية تحاول تمزيق الكيان العربى الذى عاش فيه المسيحيون دهراً طويلاً مواطنين مكافئين للمسلمين فى الحقوق والواجبات، وهدفها إما قتل الإسلام وإما خلق فتن طائفية فى كل مكان.

والخطة معروفة، وعلى المسلمين أن يزدروها ويزدروا مروجيها ويفضحوا من وراءهم.

إن مطالبة العرب بالتخلى عن الإسلام سفالة لا قرار لها، وإنى أقول لقومى: لا خيار لكم أمام مؤامرات عالمية واسعة.. مطلوب منكم أن ترتدوا عن دينكم وأن تتنازلوا عن أوطانكم وهذه وتلك طريق العار والنار..

وتستطيعون أن تستندوا إلى ربكم وتجاهدوا دون وجودكم المادى والمعنوى.

واسمعوا قول رسول الله لكم: " إن ربى قال: يا محمد، إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإنى أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة عامة، وألا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها".

أى أن قوى الشر لو تألبت كلها ضدنا ما نالت منا شيئاً إذا توحدت كلمتنا وتجمع شملنا وتماسك صفنا، أما إذا تفرقنا شيعاً وانقسمنا أحزاباً فسيأكل بعضنا بعضاً ويخلو الطريق للمتربصين.

**السؤال الخامس

الناس يقولون إن التشريع الإسلامى مثالى للغاية، ولكن لا يصلح للتطبيق فى زماننا هذا لتداخل الظروف وتعقد الحياة الاجتماعية، فما رأيكم؟

*الجواب:

التشريع الإسلامى تراث ربانى وإنسانى ضخم، والحكم عليه بكلمات عابرة ضرب من الطيش يتنزه عنه العقلاء.. ولما كان هذا التشريع يتناول شئون الأسرة، وأشتات المعاملات المالية والتجارية، ويبت فى عقوبات لطائفة من الجنح والجنايات ويجه فى أخرى، بل إن هذا التشريع يتناول دستور الحكم فى الدولة ويتعرض للعلاقات بينها وبين الدول الأخرى فى حالتى السلم والحرب.. لما

<<  <   >  >>