للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان للنحو في الأندلس نشاط ملحوظ مر بشبه الخطوات التي سارها في المشرق، بدأ علماء العربية يدرسون النصوص الأدبية شعرا ونثرا دراسة فيها لغة وأدب ونحو وحديث وقرآن، ثم بدأت الفنون تتميز مع الزمن، وكان أول كتاب دخل الأندلس من كتب النحو كتاب الكسائي١، ثم كتاب سيبويه؛ فلما دخل كتاب سيبويه عكف عليه الأندلسيون دراسة وحفظا، واشتهر بحفظه عدد منهم, ثم تولوه تدريسا وشرحا وتعليقا. فطبع نحو الأندلس بالطابع البصري في أغلب مسائله ثم بدأ الأندلسيون محاولاتهم في التأليف, وعُرف من أعلامهم أبو علي القالي مؤلف "الأمالي" و"البارع" و"فعلت وأفعلت" و"المقصور والممدود"، ثم ابن القوطية صاحب كتاب "الأفعال"، "وكانت أذيع كتب النحو على أيام ابن حزم في المائة الخامسة تفسير الحوفي لكتاب الكسائي" وتتابع علماء الأندلس في شرح كتب المشرق المشهورة وشرح شواهدها، واشتهر من نحاتهم في المائة السابعة ابن خروف "٦٠٢" وابن عصفور الإشبيلي "٦٢" والشلوبيني، بعد البطليوسي "٥٢١" وابن الطراوة والسهيلي "٥٨٣" من أعلام المائة السادسة.

وكان خاتمة علماء الأندلس اثنان رُزقا الشهرة ورحلا إلى المشرق, فبثا علمهما فيه وكثرت تواليفهما, وكتب لها الذيوع حتى


١ انظر تاريخ الفكر الأندلسي ص١٨٥ وما بعدها. أدخله جودي بن عثمان العبسي الموروري الطليطلي الأصل، رحل إلى المشرق وأخذ عن الكوفيين: الرياشي والفراء والكسائي، مات سنة ١٩٨هـ, بغية الوعاة ص٢١٤.

<<  <   >  >>