"استضرب"، فإن أردت أنه كثّر الضرب وكرّره قلت:"ضرَّب"، فإن أردت أنه كان فيه الضرب في نفسه مع اختلاج وحركة قلت:"اضطرب"؛ وعلى هذا عامة التصرف في هذا النحو من كلام العرب. فمعنى التصريف هو ما أريناك من التلعب بالحروف الأصول لما يراد فيها من المعاني المفادة منها, وغير ذلك.
فإذا قد ثبت ما قدمناه, فليعلم أن التصريف ينقسم إلى خمسة أضرب: زيادة, وبدل, وحذف, وتعبير حركة أو سكون, وإدغام.
القول على حروف الزيادة:
وهي عشرة أحرف: الألف والياء والواو والهمزة والميم والتاء والنون والهاء والسين واللام، ويجمعها قولك:"اليوم تنساه" ويقال أيضا: "سألتمونيها". ويحكى أن أبا العباس سأل أبا عثمان١ عن حروف الزيادة, فأنشده أبو عثمان:
هويت السمان فشيبنني ... وما كنت قدما هويت السمانا
فقال أبو العباس:"الجواب" فقال: "قد أجبتك دفعتين" يعني قوله:
هويت السمان.
معرفة قولنا: الأصل والزائد
الأصل عبارة -عند أهل هذه الصناعة- عن الحروف التي تلزم الكلمة في كل موضع من تصرفها ... إلخ.
١ أبو العباس هو المبرد، وأبو عثمان هو المازني شيخ المبرد.