واحتج على عبد الملك بلحن الوليد هذا، فقد ذكر ابن عساكر أن عبد الملك قال لرجل من قريش: "إنك لرجل, لولا أنك تلحن" فقال: "وهذا ابنك الوليد يلحن! " قال عبد الملك: "لكن ابني سليمان لا يلحن" قال الرجل: "وأخي فلان لا يلحن! " الورقة ٤٢٤/ ١. بل كان لا يستطيع تجنب اللحن حتى على المنبر، ذكره أبو الزناد يوما فقال: "كان لحانا, كأني أسمعه على منبر النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: يا أهلُ المدينة! ". بل كان لا يستطيع تجنبه حتى في آيات القرآن: قرأ يوما على المنبر: "يا ليتها كانت القاضيةُ" بضم التاء، فقال عمر بن عبد العزيز "وكان تحت المنبر": يا ليتها كانت "القاضية" عليك وأراحتنا منك! " الورقة ٤٢٤/ جـ. وكان عمر بن عبد العزيز هذا أشد الناس في اللحن على ولده وخاصته ورعيته, وربما أدَّب عليه. إرشاد الأريب ١/ ٨٩.