كتاب التصريف للمازني مشهور متداول منذ المائة الثالثة للهجرة، تواصى العلماء به وأوصوا تلاميذهم بقراءته وإقرائه، وتباهى هؤلاء بسندهم إلى أساتيذهم بقراءة هذا الكتاب لما كان له من شأن في هذا الفن. ومؤلفنا ابن جني قرأه على شيخه أبي علي الفارسي وهذا قرأه على شيخه السري السراج، وهذ قرأه على المبرد، وهذا قرأه على شيخه المازني مؤلف الكتاب١.
ولشأن هذا الكتاب وإقبال الناس عليه عُني ابن جني بشرحه عناية بالغة، ويلفت نظرنا من مقدمته لهذا الشرح أمور هامة نص عليها في مقدمته التي ستقرأ فقرا منها بعد هذا التعريف، من ذلك:
١- أنه شرح وضع للذين أحكموا أصول هذا الفن، يعني أنه لعلماء الصرف لا للمبتدئين.
٢- وأن كتاب المازني هذا من أرصن كتب الصرف وأعرقها في الإيجاز والاختصار، فعلى قارئه تجنب العجلة في دراسته.
٣- وأن ابن جني قصد في الشرح إلى غامض الكتاب ومشكله
١ أدرج سند ابن جني إلى مؤلف الكتاب آخر المقدمة ١/ ٦.