وعويصه وغريبه ليكون شرحه المرجع الوافي في مشاكل الصرف.
٤- وأن من اللغة ما لا يؤخذ إلا بالسماع، وأن هناك فروقا بين اللغة والنحو والتصريف والاشتقاق, وأن بعض أهل اللغة لهم تخليط فيما سبيله القياس.
وطريقته أن يعرض فقرة فقرة من كتاب المازني, فيبسط مسائلها ويوضحها ويمثل لها حتى إذا اطمأن إلى كفاية الشرح انتقل إلى فقرة تالية. وعادته أن يبدأ الفقرة بقوله:"قال أبو عثمان" فإذا انتهت بدأ شرحه لها بقوله: "قال أبو الفتح" فيجعلنا دائما نقف على عبارة المتن وعبارة الشرح, كل على حدة.
هذا الشرح يتفاوت سعة على وفق المسائل المعروضة في الفقرة، فتارة يطول حتى يكون أضعاف المتن وتارة يقصر حتى يساويه وحينا يقل عنه, على مقدار ما يرى ابن جني الحاجة داعية إليه.
والشرح مبسوط, كثير الاعتماد على الشواهد والأمثلة.
وفي مقدمة الشرح نلمس إكبار ابن جني للمازني ولعلمه إكبارا دالا على خلقه العلمي، وهو مع إكباره له وللعلماء القدامى عامة لا ينزههم عن الخطأ.
ولا ينسى أن يحملنا معه على إكبارهم ويوصي بالخطة التي على قارئ كتب العلماء أن يلتزمها إزاءهم, فيشعرنا بنبالته وسمو أخلاقه وينص على وجوب التجاوز عما أخطئوا فيه، وأن يعزو إليهم ما استفاده منهم ويسلم لهم بما فضلهم الله, ويعترف بإحسانهم وتطولهم عليه "فإن فعل ذلك فعلى محجة