للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال صاحب الكتاب:

"وأما قوله:

لا نسبَ اليوم ولا خلةً

فعلى إضمار فعل، كأنه قال: "ولا أرى خلة" كما قال الخليل في قوله: "ألا رجلا جزاه الله خيرا" كأنه قال: "ألا تروني رجلا" وزعم يونس أنه نوّن مضطرا".

قال الشارح:

"أما قوله:

لا نسب اليوم ولا خلة ... اتسع الخرق على الراقع

البيت لأنس بن العباس، والكلام في نصب "خلة" وتنوينها يحتمل أمرين: أحدهما أن تكون "لا" مزيدة لتأكيد النفي، دخولها كخروجها، فنصبت الثاني ونونته بالعطف على الأول بالواو وحدها، واعتمد بـ "لا" الأولى على النفي، وجعل الثانية مؤكدة للجحد كما يكون كذلك في "ليس" إذا قلت: "ليس لك غلام ولا جارية فيكون في الحكم كقوله:

ولا أبَ وابنًا مثل مروان وابنه ... إذا هو بالجد ارتدى وتأزرا١

الثاني: أن تكون نافية عاملة كالأولى, كأنه استأنف بها النفي فيكون حينئذ في تنوين "خلة" إشكال، فذهب سيبويه والخليل


١ لرجل يمدح مروان بن الحكم, وابنه عبد الملك.

<<  <   >  >>