٢- شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح:
البحث الثاني فيما يقع الشرط مضارعا والجواب ماضيا:
ومنها قول النبي -صلى الله عليه وسلم: "من يقم ليلة القدر غفر له"، وقول عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها: "إن أبا بكر رجل أسيف "حزين"، متى يقم مقامك رق".
قلت: تضمن هذان الحديثان وقوع الشرط مضارعا والجواب ماضيا لفظا لا معنى، والنحويون يستضعفون ذلك، ويراه بعضهم مخصوصا بالضرورة.
والصحيح الحكم بجوازه مطلقا؛ لثبوته في كلام أفصح الفصحاء, وكثرة صدوره عن فحول الشعراء كقول نهشل بن ضمرة:
يا فارس الحي يوم الروع قد علموا ... ومدره الخصم لا نكسا ولا ورعا١
ومدرك التبل في الأعداء يطلبه ... وما يشأ عندهم من تبلهم منعا
١ المدره: القوي الجدل والحجة، الورع: الجبان، التبل: الثأر.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute