للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ما وزن {نَكْتَلْ} اللفظة الواردة في الآية المذكورة فيها قصة إخوة يوسف؟

فتسرع وقال: وزنها "نفعل".

فقلت له: "اتئد وانظر". فأفكر ثم قال:

وزنها "نفتعل".

فقلت: "نكتل" أربعة أحرف و"نفتعل" خمسة أحرف، فكيف تقدر الرباعي بالخماسي؟ فبهت ولم يحر جوابا.

فقال المتوكل: فما تقول أنت يا مازني؟

قلت: وزنها في الأصل "نفتعل" لأنها "نكتيل" فلما تحرك حرف العلة وهو الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا فصارت "نكتال" ولما دخل الجازم صارت "نكتل" "ووزنها نفتل".

فقال المتوكل: هذا هو الحق وانخذل ابن السكيت ووجم، وظهر ذلك عليه.

فلما خرجنا قال ابن السكيت في الطريق: "بالغت اليوم في ذاي" فقلت له: "لم أقصدك بشيء مما جرى، وإنما مسألة كانت قريبة من خاطري، فذكرتها"١.

٦- بين المبرد والثعلب:

"حكي أن بعض الأكابر من بني طاهر سأل أبا العباس ثعلبا أن يكتب له مصحفا على مذهب أهل التحقيق، فكتب {وَالضُّحَى} بالياء، ومذهب الكوفيين أنه إذا كان كلمة من هذا النحو


١ إنباه الرواة ١/ ٢٥٠, وطبقات النحويين واللغويين ص٩٤.

<<  <   >  >>