للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أولها ضمة أو كسرة كتبت بالياء وإن كانت من ذوات الواو، والبصريون يكتبون بالألف. فنظر المبرد في ذلك المصحف فقال: ينبغي أن يكتب "والضحا" بالألف؛ لأنه من ذوات الواو، فجمع ابن طاهر بينهما:

فقال المبرد لثعلب: "لم كتبت {وَالضُّحَى} بالياء؟ " فقال: "لضمة أوله" فقال له: "ولم إذا ضم أوله وهو من ذوات الواو تكتبه بالياء؟ ".

فقال: لأن الضمة تشبه الواو، وما أوله واو يكون آخره ياء، فتوهموا أن أوله واو, فقال المبرد: "أفلا يزول هذا التوهم إلى يوم القيامة؟!! "١.

وفي كتاب "مجالس العلماء" للزجاجي عدد من المجالس بين المبرد وثعلب تظهر الفارق الكبير بين سداد المبرد وملكته وعلمه، وتخبط ثعلب في نقله وقياسه، ويفيد الاطلاع على هذا


١ إرشاد الأريب ١٩/ ١١٨.
هذا, وقد تمثلت في الخصومة بينهما الخصومة بين البصريين والكوفيين عامة, واشترك فيها الشعر على هوى قائليه: فمحب للوفاق يقول:
أيا طالب العلم لا تجهلن ... وعذ بالمبرد أو ثعلب
وبصري يقول:
رأيت محمد بن يزيد يسمو ... إلى الخيرات في جاه وقدر
وكان الشعر قد أودى فأحيا ... أبو العباس داثر كل شعر
وقالوا ثعلب رجل عليم ... وأين النجم من شمس وبدر
وقالوا ثعلب يفتي ويملي ... وأين الثعلبان من الهزبر
.. إلخ.
والظاهر أن حيوية هذه الخصومة جلبت إليها الوقود الكافي من المتعصبين حتى ذهبت مثلا في الأدب, فقال أحد المحبين يحن ويتشوق:
فأبداننا في بلدة والتقاؤنا ... عسير كأنا ثعلب والمبرد
انظر بغية الوعاة ص١١٦.

<<  <   >  >>