الكتاب جملة، وبين ص١١٩ و١٢٦ شيء من هذه المجالس بينهما "طبعة حكومة الكويت سنة ١٩٦٢".
٦- بين ثعلب والزجاج:
قال الزجاج:
دخلت على أبي العباس ثعلب في أيام المبرد وقد أملى شيئا من "المقتضب" فسلمت عليه وعنده أبو موسى الحامض وكان يحسدني شديدا ويجاهرني بالعداوة, وكنت ألين له وأحتمله لموضع الشيخوخة.
فقال لي ثعلب:"قد حمل إلي بعض ما أملاه هذا الخلدي "يعني المبرد" فرأيته لا يطوع لسانه بعبارة" فقلت له: "إنه لا يشك في حسن عبارته اثنان، ولكن سوء رأيك فيه يعيبه عندك" فقال: "ما رأيته إلا ألكن متغلقا".
فقال أبو موسى:"والله إن صاحبكم "يعني سيبويه" ألكن" فأحفظني ذلك ثم قال:
بلغني عن الفراء أنه قال:"دخلت البصرة فلقيت يونس وأصحابه فسمعتهم يذكرون سيبويه بالحفظ والدراية وحسن الفطنة، فأتيته فإذا هو أعجم لا يفصح، سمعته يقول لجارية: "هات ذيك الماء من ذاك الجرة" فخرجت من عنده ولم أعد إليه" فقلت له: هذا لا يصح عن الفراء، وأنت غير مأمون في هذه الحكاية، ولا يعرف أصحاب سيبويه من هذا شيئا، وكيف تقول هذا لمن يقول في أول كتابه: "هذا باب علم ما الكلم من