للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهج القرآن الكريم في كثير من الآيات يحثنا على النظر في ما مضى من سنن وأحداث (١) حتى يكون الوعظ للنفس، يقول تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١٣٧)} (٢)

وإذا بحثنا عن المناسبة لنهاية سورة الفاتحة بمقدمة سورة البقرة نجد فيها كل ما قدمنا له في هذا الفصل.

إن من أسباب ضلال المغضوب عليهم والضالين، البعد عن صفات المتقين؛ ومن أولاها الإيمان بالغيب لما له من أثر على الاعتقاد وأصول الدين، ووجود هذه الصفة هنا إنما هي إظهار لأعظم سبب للوصول لأرقى درجات الإيمان وهو التقوى، تمامًا كما أن عدم الإيمان بالغيب ــ عياذًا بالله ــ هو سبب ضلال الكفار بل أعظم سبب لضلالهم، لذلك جاءت أول صفات المتقين أنهم يؤمنون بالغيب وكانت في مقدمتها.

من آثار عدم الإيمان بالغيب التشكيك في كثير من أمور الشرع، يشكك


(١) انظر: تفسير ابن كثير (٢/ ١٢٦)، بتصرف.
(٢) سورة آل عمران

<<  <   >  >>