للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجعلوا للقتال والنزاع لحنًا معينًا يوقعون عليه ضرباتهم، ويضعونه موضع الموسيقى في الجيوش الحديثة.

لم يفارق الشعر العرب لحظة واحدة في الفتوح، ذلك أنه كان أداة للتحميس والدفع والاستنفار، ينطلق المجاهدون على إيقاعه الهادر إلى النصر والشهادة.

وآية هذا أن الإسلام أراد أن يغير مظاهر الحياة العربية جميعها، ومنها الشعر، فحدد له قيمًا ومهمة تتفق وتعاليمه، ولم يستطع الشعر أن يواكب هذه القيم دَفْعَة واحدة، فخفت صوته إلى حين حتى كانت الفتوح الإسلامية فأذكت جذوة الشعر العربية، وأطلقت ألسنة الشعراء، وأودت بكل حرج، ووضعت أمامهم مواقف يمارسون فيها ألون الشعر التي قيدها الإسلام، وفتحت أمامهم آفاقًا واسعة، وتجارب حافلة بألوان من العواطف الجياشة والمشاعر الملتهبة.

<<  <   >  >>