للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- أشعار مجهولة القائل:

ويذهب بعض الباحثين مذهب الشك في الأشعار التي لا تنسب لقائل معين، فهي في رأيهم، نحلت نحلًا بفعل عوامل مختلفة، منها السياسة، والخصومات العصبية، وما كان من فعل القصاص.

وفي رأينا أن هذه الأشعار لا يمكن أن تكون قد تعرضت للنحل، فكثرتها لا تهدف إلى الإشادة بعصبية معينة، كذلك الشعر الذي انطلق على ألسنة الشعراء المغمورين وغيرهم، ممن لم يكن له كلف أو شهرة بالشعر. وبعضها الآخر الذي يشيد بعصبيات معينة لا يمكن أن يكون منحولًا، فإنه يتغنى بعصبيات شهدت الفتوح وأبلت فيها. بل إن هذه القبائل ذاتها كانت أكثر أحياء العرب بلاء في المواقع الفاصلة في الفتوح، ونحن لا نستطيع أن نرفضها لهذا السبب، أو نقف منها موقف التشكك، فهي تعبر عن إحساس شعبي داخل هذه العصبيات بالمعركة وخطورتها، وهناك أشعار أخرى صدرت عن هؤلاء المغمورين، الذين لم يعن الرواة بتدوين أسمائهم؛ لضعف شأنهم في الشعر، ولأنهم كانوا من عامة الجند وإن شكلوا كثرته.

ومن اللون الأول ما ترويه بعض الروايات: من أن الجن قد سارت بأنباء القادسية فأتت بها ناسًا من الإنس فسبقت أخبار الإنس إليهم. وبدت امرأة ليلًا على جبل بصنعاء لا يُدرى من هي تقول:

<<  <   >  >>