للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خاتمة]

١- خلاصة البحث:

حاولت في الصفحات السابقة أن أدرس شعر الفتوح الإسلامية في عصر صدر الإسلام فبدأت بدراسة حركة الفتوح ذاتها، باعتبارها وعاء هذا الشعر، ومهدت لذلك بتجلية الدوافع القوية التي تمثلت في فكرة الجهاد، فدفعت المسلمين إلى الانسياح في الأرض ينشرون دعوة الإسلام، واثقين مما وعدوا به من النصر أو الشهادة.

وتعقبت المجاهدين في انطلاقهم إلى العراق، وما كان للتفكير في فتحه من صلة، بردة أهل اليمن ودسائس الفرس فيها، واكتساح المثنى بن حارثة لتخوم شبه الجزيرة مساحلًا الخليج الفارسي، إلى أن بلغ العراق واستمال بعض القبائل العربية إليه، وشجع ذلك أبا بكر على أن يفتح العراق. فمهد بفتحه بإرسال خالد بن الوليد وعياض بن غنم إليه، واستطاع خالد بن الوليد أن يجتاح العراق رافعًا لواء الإسلام في كل المواقع التي خاضها، ولم يقف في سبيل تدفعه فرس أو عرب غير مسلمين، حتى حاز سواد العراق، وضاق بإبطاء عياض الذي كان عليه أن يلقاه بالحيرة فخرج خالد للقائه وكان محاصرًا بدومة الجندل، وفتح في طريقه الأنبار، وعين التمر، واستطاع أن يهزم العرب غير المسلمين في دومة الجندل، وعاد إلى الحيرة ليجد السواد قد انتقض، فأعاده خاضعًا لسيطرة المسلمين. وتمكن من أداء فريضة الحج والعودة إلى الحيرة مع جيشه، دون أن يشعر بذلك أحد.

وفي الحيرة جاءه كتاب أبي بكر ينتدبه لحرب الشام، فخلف المثنى، وفصل بنصف الجند إلى المسلمين باليرموك. وما كاد ابن الوليد يرحل عن العراق حتى ثار أهله بالمسلمين، ولكن المثنى انسحب من الحيرة إلى بابل، واستغل أزمة البلاط الفارسي ليقابل أبا بكر في المدينة، ويستأذنه في السماح لمن حسن إسلامه -من أهل الردة- بالجهاد، وتصادف أن الخليفة التحق بالرفيق الأعلى، بعد أن أوصى خلفه يندب الناس مع المثنى.

<<  <   >  >>