للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلام١. وتذكر الروايات أنه شهد القادسية وجلولاء٢، كما تذكر أنه كان سجينًا لدى كسرى المشقر قبل الإسلام٣. كما يذكر ابن حجر صاحب الإصابة أن له شعرًا في القادسية٤.

وكل ما يروى له من شعر في الفتوح لاميته المطولة، التي يتحدث فيها عن معركة الفيول. ونرانا مضطرين إلى أن نقارن بين هذه القصيدة ولامية عبدة بن الطبيب التي أشرنا إليها. ذلك أن ظروفهما تكاد تكون واحدة، وهي تسير على هذا النمط:

شماء واضحة العوارض طفلة ... كالبدر من خلل السحاب المجتلي

وكأنما ريح القرنفل نشرها ... أو حنوة خلطت خزامى حومل

وكأن فاها بعدما طرق الكرى ... كأس تصفق بالرحيق السلسل

لو أنها عرضت لأشمط راهب ... في رأس مشرفة الذرا متبتل

جآر ساعات النيام لربه ... حتى تخدد لحمه مستعمل

لصبا لبهجتها وحسن حديثها ... ولهم من ناموسه يتنزل٥

وبعد هذه المقدمة الغزلية يبدو الشاعر وكأن غزله ساقه إلى تذكر ما كان في صباه، فيقارن بين ماضيه وحاضره، وتصيبه الحسرة إذ طعن في السن، وغزا الشيب لمته، وانحنى ظهره، وأضحى يدب دبيبًا كمن يخاتل صيدا عن نفسه، فيتذكر ما كان يصبي الغواني من صباه وميعته.. فيقول:

بل إن ترى شمطاء تفرع لمتي ... وحنا قناتي وارتقى في مسحل

ودلفت من كبر كأني خاتل ... قنصا ومن يدبب لصيد يختل


١ الأغاني "ساسي" ج١٩، ص٩٠.
٢ ابن قتيبة ١/ ٢٧٩، والخزانة ج٣، ص٥٦٤.
٣ الأغاني ١٩/ ٩٠، الإصابة ج٢، ص٢٢٠.
٤ الإصابة ج٢، ص٢٢٠.
٥ الخزانة ج٣، ص٥٦٥، ٥٦٦، الأغاني ساسي ١٩/ ٩٠.

<<  <   >  >>