للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القادسية، وقد دار ذكرها في شعر عدد كبير من شعراء المسلمين ذكرها ربيعة بن مقروم الضبي، وفخر برؤيتها وشهود معاركها، فقال:

ودخلت أبنية الملوك عليهم ... ولشر قول المرء ما لم يفعل

وشهدت معركة الفيول وحولها ... أبناء فارس بيضها كالأعبل

متسربلي حلق الحديد كأنهم ... جرب مقارفة عنية مهمل١

وأشار عبدة بن الطبيب إليها في لاميته فقال:

حلت خويلة في دار مجاورة ... أهل المدينة فيها الديك والفيل٢

وصور الشعر ما كان يحدث لخيول المسلمين من الاضطراب بسبب الفيول، حتى كاد المسلمون أن يخسروا المعركة يوم بابل، كما خسروها يوم الجسر. وفي القادسية فعلت الفيلة فعلها في الخيل، حتى ليقول أبو محجن الثقفي:

وما رمت حتى خرقوا بسلاحهم ... إهابي وجادت بالدماء الأباجل

وحتى رأيت مهرتي مزوئرة ... لدى الفيل يدمي نحرها والشواكل٣

وظل هذا حال الفيلة وفعلها بالمسلمين حتى عرفوا مقاتلها. وكان من الذين قطعوا مشافر الفيلة القعقاع بن عمرو، الذي قطع مشفر الفيل الأعظم يوم القادسية، وفقأ عينه برمحه وقال:

فإن كنت قاتلت العدو فللته ... وإني لألقى في الحروب الدواهيا

فيولا أراها كالبيوت مغيرة ... أسمل أعيانًا لها ومآقيا٤

وأشاد سعد بن أبي وقاص ببلاء الذين تعرضوا للفيلة من المسلمين فأراحوا إخوانهم منها بعد أن قتلت في بنى أسد خمسمائة، فقال يشيد ببطولة القعقاع، وحمال الوالبي:


١ الحيوان ج٧/ ٢٦٢، والمفضليات ص٢٦٨، والأغاني ج١٩، ص٩٣، الخزانة ج٣، ص٥٦٦.
٢ المفضليات ٢٦٨، والأغاني ج١٧، ص١٦٣، والإصابة ج٥، ص١٠١.
٣ الأغاني ج٢١، ص١٤٥.
٤ الطبري ج٥، ص٢٣٢٧.

<<  <   >  >>