للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أصطخر، وسارية بن زنيم فسا ودراخرد، وسهيل بن عدي كرمان، والحكم بن عمرو مكران، حتى وصلوا إلى السند.

وتقدم المسلمون يطاردون يزدجرد حتى قتلوه في الري. وأمرهم عمر بألا يعبروا النهر فتوقفوا على مضض. وبهذا يكون فتح العراق وفارس قد تم في عهد أبي بكر وعمر؛ إذ اقتصر عهد عثمان على تأمين هذه الفتوح فحسب، ولم يفتح في عهده غير طبرستان، على يد سعيد بن العاص.

ثم رافقت المجاهدين في فتح الشام الذي اتجه إليه أبو بكر، استكمالًا لسياسة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تأمين التخوم العربية الشمالية. وقد اقترنت ظروف فتحه بحرب الردة أيضًا، فقد أرسل أبو بكر بخالد بن سعيد ليكون ردءًا للمسلمين في تيماء؛ حيث اجتمع إليه بعض القبائل العربية. وكان العراق قد وقع في أيدي المسلمين، وفتح الله عليهم دومة الجندل، في الوقت الذي أرسل فيه خالد بن سعيد إلى أبي بكر يستأذنه في لقاء الروم، وبعد أن استشار أبو بكر أولي الرأي من المسلمين عقد العزم على فتح الشام، فكتب إلى أهل اليمن يستنفرهم، وإلى عماله يخيرهم بين العمالة والجهاد، وأرسل إلى خالد بأن يلقى الروم، وانتصر خالد على الروم وحلفائهم من العرب. وتقدم وأبو بكر يرمي إلى الشام بكل من يقدم عليه، فسير إلى خالد عكرمة والوليد بن عقبة؛ حيث التقى المسلمون بباهان، فخدعهم عن أنفسهم في مرج الصفير، ففر خالد، وانحاز عكرمة بالمسلمين؛ حيث لحق به الوليد. ولما بلغت الهزيمة أبا بكر اهتاج للشام، فعقد ألوية أربعة لأبي عبيدة، وليزيد بن أبي سفيان، ولشرحبيل ابن حسنة، ولعمرو بن العاص. وعين لكل منهم وجهته، والتقى الأمراء الأربعة بعد أن وكل الروم بكل منهم جيشًا، وخشوا أن يلقوا الروم على انتشار، وكان رأي الخليفة أن يجتمعوا.

وفي اليرموك التحق بهم خالد بن الوليد؛ حيث كان النصر في أول يوم تأمر فيه. وتقدم المسلمون يحاصرون "فحل" فلما استعصت عليهم قصدوا دمشق ففتحها الله عليهم، وعادوا ففتحوا "فحل" وسيروا كتيبة العراق بقيادة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص. كما سارت حملات لتطهير الأردن، ففتح شرحبيل وعمرو بيسان، وأبو الأعور السلمي طبرية. وصالحت أذرعات وعمان وجرش ومأرب وبصرى. وحاول الروم استعادة

<<  <   >  >>