للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وللخليل١ بن أحمد في أخيه لما تعقب عليه فن الشعر "من الكامل":

لو كنت تعلم ما أقول عذرتني ... أو كنت أجهل ما تقول عذلتكا٢

لكن جهلت مقالتي فعذلتني ... وعلمت أنك جاهل فعذرتكا

الناس أعداء لما جهلوا، قال تعالى: {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} [الأحقاف: ١١] قال الغزالي٣: العمر لا يتسع لجميع العلوم، فالحزم أن يأخذ من كل علم أحسنه، ويصرف همته وجل عمره في العلوم النافعة في الآخرة، وأشرف العلوم وغايتها علم معرفة الله، وهو بحر لا يدرك غوره، وأقصى درجات البشر فيه رتبة الأنبياء، ثم الأولياء، ثم الذين يلونهم.

ومنها: ألا يحمل نفسه في الاشتغال ما لا طاقة له به مخافة الملل والسآمة؛ بل يكون أمره قصدا، وهذا باختلاف الناس، وكل إنسان أبصر بنفسه٤.


١ هو أبو عبد الرحمن، الخليل بن أحمد بن عمرو الفراهيدي، من أئمة اللغة والأدب، وواضع علم العروض، وهو أستاذ سيبويه النحوي، ولد ومات في البصرة ١٧٠هـ. إنباه الرواة ١/ ٣٤١، والأعلام ٢/ ٣١٤.
٢ جامع بيان العلم ١/ ٥٧٢.
٣ فاتحة العلوم ١٢٨-١٢٩.
٤ تذكرة السامع ٢٨.

<<  <   >  >>