للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[القسم الثاني: آدابه مع شيخه وقدوته وما يجب عليه من تعظيم حرمته]

...

الفصل الثاني: آدابه مع شيخه وقدوته، وما يحب عليه من تعظيم حرمته ١:

فمنها: ينبغي للطالب أن يقدم النظر ويستخير الله فيمن يأخذ العلم منه، ويكتسب حسن الأخلاق والآداب منه، وليكن ممن كملت أهليته، وظهرت ديانته، وتحققت معرفته، وعرفت عفته، واشتهرت صيانته وسيادته، وظهرت مودته وحسن تعليمه، ولا يرغب الطالب فيمن زاد علمه ونقص ورعه أو دينه، فعن السلف: هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم٢.

قالوا: ولا يأخذ العلم ممن كان أخذه له من بطون الكتب من غير قراءة على شيوخ أو على شيخ حاذق له معرفة تامة ولو بعلم واحد ومشاركة في بعض العلوم خوفا من التصحيف والغلط، وقال الشافعي: من تفقه من بطون الكتب ضيع الأحكام٣، وقيل: من تفقه من بطون الكتب بدل الأحكام، ومن طب من بطون الكتب قتل الأنام، وليحذر٤ من أن يتقيد الطالب بالمشايخ المشهورين، وترك الأخذ عن الخاملين، فقد عد الغزالي٥ ذلك من الكبر على العلم، وجعله عين الحماقة؛ لأن الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث٦ وجدها، ويغتنمها حيث ظفر بها، ويتقلد المنة ممن ساقها إليه، وربما يكون الخامل له بركة ونفع فيحصل به تمام النفع٧.

ومنها: أن ينظر معلمه بعين الاحترام، والإجلال والإكرام، ويعتقد فيه كمال


١ انظر هذا الباب في تذكرة السامع ٨٥ فما بعد.
٢ التمهيد لابن عبد البر ١/ ٤٦، وكشف الخفاء ١/ ٣٠٢، والكفاية في علم الرواية ١/ ١٢١.
٣ تذكرة السامع ٨٧.
٤ تذكرة السامع ٨٧.
٥ تذكرة السامع ٨٦.
٦ تذكرة السامع ٨٦.
٧ تذكرة السامع ٨٦.

<<  <   >  >>