للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكتب إليه بدر الدين الغزي مجيبا:

أعبد الرحيم سليل العلا ... ويا فاضلا دونه الفاضل١

أتعتب دهرا غدا موقنا ... بأنك في أهله الكامل٢

لو أبصروني راعيا وجه من ... أهوى، ودمعي جاريا سيلا٣

لشاهدوا المجنون من عامر ... يرعى صباحا راجيا ليلى٤

- وقال في آداب العشرة "آداب العشرة، ص١١-١٧":

... اعلم أيها الأخ الصالح -أصلح الله شأننا- أن لأدب الصحبة وحسن العشرة أوجهًا، وأنا مبين منها ما يدل على أخلاق المؤمنين وآداب الصالحين ... فمن آداب العشرة: حسن الخلق مع الإخوان والأقران٥ والأصحاب، اقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنه قال -وقد قيل له: ما خير ما أعطي المرء؟: "حسن الخلق"، ومنها: تحسين ما يعاينه من عيوب إخوانه٦ ... ومنها: معاشرة الموثوق بدينه وأمانته ظاهرا وباطنا ...


١ في هذا البيت تورية المعنى القريب هنا: أنت أفضل من كل فاضل "كل رجل فاضل أقل منك فضلا ومكانة" والمعنى البعيد المقصود: أنت "يا عبد الرحيم العباسي أفضل من عبد الرحيم بن علي" "ت ٥٩٦هـ" والذي كان يعرف بلقب "القاضي الفاضل"، وكان القاضي الفاضل بارعا في النثر خاصة وفي الإتيان في نثره بوجوه البلاغة.
٢ أتعتب دهرا خطا "هنا" في الاستعمال المقصود "أتعتب على دهر" "أتلوم دهرا؟ ".
٣ راعيا: ناظرا يديم النظر، مجنون بني عامر: مجنون ليلى "رجل جن -بالضم- في حب ليلى العامرية" قيس بن الملوح.
٤ يرعى "ينتظر مجيء ... " راجيا" على "أمل أن يرى" ليلى "إذا طلع الصباح".
٥ الأقران: المساوون "للشخص" في العمر أو المكانة ...
٦ ومنها: تحسين التماس العذر لما يراه من أخطاء أصحابه.

<<  <   >  >>