للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القاضي ونحو ذلك، فإنه ليس بجواب، ومقصود المستفتي بيان ما يعمل به فينبغي أن يجزم بما هو الراجح، فإن لم يظهر له انتظر ظهوره، أو امتنع من الإفتاء في ذلك كما كان جماعات من كبار أصحابنا يمتنعون من الإفتاء في حنث الناسي١، وقيل: يأخذ بالأحوط.

الثالثة عشرة: يجوز له أن يفتي وهناك أفضل منه إذا كملت أهليته، فقد كانت جماعة من الصحابة يفتون على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهم الخلفاء الأربعة -رضي الله عنهم٢- وجماعة من التابعين يفتون على عهد الصحابة، منهم: سعيد بن المسيب٣.

وقد أخبر شيخنا شيخ الإسلام تقي الدين بن قاضي عجلون٤ من أخيه شيخ الإسلام نجم الدين٥ أنه جمع أسماء الذين أفتوا في عهد سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قوله "من الطويل":

لقد كان يفتي في زماننا نبينا ... مع الخلفاء الراشدين أئمة٦


١ آداب الفتوى ١/ ٤٤.
٢ شرح الزرقاني ٤/ ١٧٥، وعون المعبود ١/ ٢٥٠، وشذرات الذهب ٤/ ١٥٨.
٣ الأحكام لابن حزم ٥/ ٩٣، والمستصفى ١/ ١٤٦، وروضة الناظر ١/ ١٤٠، وقواطع الأدلة في الأصول ٢/ ٢٠، وإعلام الموقعين ١/ ٢٥، وإجمال الإصابة ١/ ٦٧.
٤ هو أبو الصدق، تقي الدين، ابن قاضي عجلون، أبو بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن الزرعي الدمشقي: فقيه، انتهت إليه رياسة الشافعية في عصره، كان شديد الإنكار على ما يخالف ظاهر الشرع من أعمال الصوفية، وكف بصره في أواخر أيامه، مولده ووفاته في دمشق سنة ٩٢٨هـ. الكواكب السائرة ١/ ١٤، والأعلام ٢/ ٦٦.
٥ هو أبو الفضل، نجم الدين، ابن قاضي عجلون، محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن: فقيه شافعي، دمشقي المولد والمنشأ، سكن القاهرة، وولي بها إفتاء دار العدل، وتدريس الفقه في جامع طولون، وتوفي في بلبيس، عائدا إلى دمشق، ودفن في القاهرة سنة ٨٧٦هـ. الذيل التام ٢/ ٢٥٥، والأعلام ٦/ ٢٣٨.
٦ شذرات الذهب ٤/ ١٥٨ "١٠/ ٢١٨-٢١٩".

<<  <   >  >>