للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دارا للسجن من مالك أو من غير مالك؟ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وهل ترك لنا عقيل من دار؟ " ١ قال إسحاق: فقلت: الدليل على صحة قولي أن بعض التابعين قال به، فقال الشافعي لبعض الحاضرين: مَن هذا؟ فقيل: إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، فقال الشافعي: أنت الذي يزعم أهل خراسان أنك فقيههم، قال إسحاق: فقلت: هكذا يزعمون، فقال الشافعي: ما أحوجني أن يكون غيرك في موضعك فكنت آمر بعرك أذنيه، أقول لك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت تقول: قال عطاء وطاوس٢ والحسن٣ وإبراهيم٤، وهل لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة؟ فقال إسحاق: اقرأ {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} [الحج: ٢٥] فقال الشافعي: هذا في المسجد خاصة، وفي رواية قال إسحاق: لما عرفت أني أفحمت قمت، ثم يحكي عن إسحاق أنه إذا ذكر الشافعي كان يأخذ لحيته بيده ويقول: واحيائي من محمد بن إدريس، يعني من هذه المناظرة، ولا سيما من قوله: مردك لا كمالي نيست٥.


١ بداية المجتهد ١/ ٢٩٢، والسيل الجرار ٤/ ٥٥٠، ونصب الراية ٤/ ٢٦٧، ومعجم البلدان ٥/ ٨، وكتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ٢٤/ ٩٥.
٢ هو أبو عبد الرحمن، طاوس بن كيسان الخولاني الهمذاني، بالولاء: من أكابر التابعين تفقها في الدين، ورواية للحديث، وتقشفا في العيش، وجرأة على وعظ الخلفاء والملوك، أصله من فارس، ومولده ومنشؤه في اليمن، توفي حاجا بالمزدلفة، أو بمنى سنة ١٠٦هـ. السير ٥/ ٣٨.
٣ هو أبو سعيد، الحسن بن يسار البصري: تابعي، كان إمام أهل البصرة، وحبد الأمة في زمانه، وهو أحد العلماء الفقهاء الفصحاء الشجعان النساك، ولد في المدينة، وشب في كتف علي بن أبي طالب، ثم سكن البصرة وله مع الحجاج مواقف، وقد سلم من أذاه، توفي في البصرة سنة ١١٠هـ. وفيات الأعيان ٢/ ٦٩، والسير ٤/ ٥٦٣.
٤ هو أبو عمران النخعي، إبراهيم بن يزيد بن قيس: من أكابر التابعين صلاحا وصدقا وحفظا للحديث، من أهل الكوفة، قال فيه الصفدي: فقيه العراق، كان إماما مجتهدا له مذهب، وقال الأعمش: كان صيرفي الحديث، مات مختفيا من الحجاج ٩٦هـ. وفيات الأعيان ١/ ٢٥، والسير ٤/ ٥٢٠.
٥ نسبة إلى "مالان"، وفي الأصل: "مالائي هست"، وهو مصحف كله على ما يظهر، وفي معجم الأدباء ١٧/ ٢٩٣-٢٩٨: "لا كما لانيست" نسبة إلى: "لا كمالان" وكل منهما قرية بمرو؛ ينسب أهلها إلى الغفلة؛ كما قال في معجم البلدان ٥/ ٨. و"مردك" تصغير "مرد"، وهو الرجل الصغير، أو الحقير كما في التاج ٧/ ١٣٥.

<<  <   >  >>