للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالثة: لا يجوز أن يصلح كتاب غيره بغير إذن صاحبه١.

قلت: وهذا محله في غير القرآن.

فإن كان مغلوطا أو ملحونا فليصلحه، غاية ما في الباب إن لم يكن خطه مناسبا، فليأمر من يكتب ذلك بخط حسن، ولا يحشيه ولا يكتب شيئا في بياض فواتحه أو خواتمه إلا إذا علم رضا صاحبه، ولا يعيره غيره، ولا يودعه لغير ضرورة حيث يجوز شرعا، ولا ينسخ منه بغير إذن صاحبه، فإن كان الكتاب وقفا على من ينتفع به غير معين فلا بأس بالنسخ منه مع الاحتياط٢، وأنشد بعضهم "من الخفيف":

أيها المستعير مني كتابا ... ارض لي فيه ما لنفسك ترضى٣

وإذا نسخ من الكتاب أو طالعه فلا يضعه مفروشا على الأرض٤، بل يجعله مرتفعا، وإذا وضع الكتب مصفوفة فلتكن على شيء مرتفع غير الأرض لئلا تندى فتبلى، ويراعى الأدب في وضعها باعتبار علومها، فيضع الأشرف أعلى الكل، فإن استوت كتب في فن فليراع شرف المصنف٥ فيجعله أعلى، وليجعل المصحف الكريم أعلى الكل، والأولى أن يكون في خريطة ذات عروة في مسمار ونحوه في حائط طاهر نظيف في صدر المجلس، ثم كتب الحديث


١ تذكرة السامع ١٦٩.
٢ تذكرة السامع ١٦٩.
٣ بعده في أدب الإملاء والاستملاء ١٧٦:
لا ترى رد ما أعرتك نفلا ... وترى رد ما استعرتك فرضا
وانظر البيتين في الجامع لأخلاق الراوي ١/ ٣٧٥، وقال ابن السمعاني عنهما: "هما لبعض أصحابنا".
٤ تذكرة السامع ١٧٠.
٥ تذكرة السامع ١٧٠-١٧١.

<<  <   >  >>