للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: ومما ينسب للإمام الشافعي رضي الله عنه "من الطويل":

عجبت لمن يبكي على عيب غيره ... دموعا ولا يبكي على عيبه دما١

وأعجب من هذا يرى عيب غيره ... صغيرا وفي عينيه من عيبه عمى

وبالسند المذكور إلى ابن السبكي بسنده إلى شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري٢ سماعا قالت: سمعت القاضي الإمام عزيزي يعني المعروف بشَيْذَلة٣ من لفظه سنة ٤٩٠ يقول: اللهم يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، افعل بي ما أنت أهله، إلهي أذنبت في بعض الأوقات، وآمنت بك في كل الأوقات، فكيف يغلب بعض عمري مذنبا جميع عمري مؤمنا؟ إلهي لو سألتني حسناتي لجعلتها لك مع شدة حاجتي إليها وأنا عبد، فكيف لا أرجو أن تهب لي سيئاتي مع غناك عنها وأنت رب، فيا من أعطى خير ما في خزائنه وهو الإيمان به قبل السؤال، ولا تمنعنا أوسع ما في خزائنك وهو العفو مع السؤال، إلهي حجتي حاجتي وعدتي فاقتي فارحمني، إلهي كيف أمتنع بالذنب من الدعاء، ولا أراك تمتنع مع الذنب من العطاء، فإن غفرت فخير راحم أنت، وإن عذبت فغير ظالم أنت، إلهي أسألك تذللا فأعطني تفضلا٤.


١ البيتان ليسا في ديوانه، ولا في الشعر المنسوب للشافعي فيه.
٢ هي شهدة بنت أحمد بن الفرج بن عمر الإبري: فقيهة من العلماء في عصرها، أصلها من الدينور، روت الحديث، وسمع عليها خلق كثير، وطار صيتها، وعرفت بالكاتبة لجودة خطها، مولدها ووفاتها في بغداد سنة ٥٧٤هـ. الأعلام ٣/ ١٧٨.
٣ هو أبو المعالي، عزيزي بن عبد الملك بن منصور الجبلي، المعروف بشيذلة: واعظ، من فقهاء الشافعية، له اشتغال بالأدب، من أهل جَبْلان، له مصنفات كثيرة، ولي القضاء في بغداد، ومات بها سنة ٤٩٤هـ. الأعلام ٤/ ٢٣٢.
٤ طبقات الشافعية الكبرى ٥/ ٢٣٧.

<<  <   >  >>