للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على هيئته وكسوته، لا ينظر إليه ناظر إلا ويكون نظره مذكرا بالله، وتكون صورته دليلا على علمه، قال عمر رضي الله عنه: تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والحلم، وتواضعوا لمن تَعَلَّمون منه، وليتواضع لكم من يتعلم منكم، ولا تكونوا من جبابرة العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم١، وفي الخبر: إن من خيار أمتي قوم يضحكون جهرا من سعة رحمة الله، ويبكون سرا من خوف عذابه، أبدانهم في الأرض وقلوبهم في السماء، أرواحهم في الدنيا وقلوبهم في الآخرة٢.

ومنها: ملازمة الآداب الشرعية القولية والفعلية، الظاهرة والخفية، كتلاوة القرآن وذكر الله بالقلب واللسان، والدعوات والأذكار آناء الليل وأطراف النهار، ومن٣ نوافل العبادات من الصلاة والصيام وحج البيت الحرام والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، فمحبته٤ وإجلاله وتعظيمه -صلى الله عليه وسلم- واجب، فكان الإمام مالك إذا ذُكر النبي -صلى الله عليه وسلم- يتغير وجهه وينحني٥، وكان جعفر بن محمد٦ إذا ذُكر النبي -صلى الله عليه وسلم- اصفر٧، وكان القاسم٨ إذا ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- يجف لسانه في


١ شعب الإيمان ٢/ ٢٨٧، والزهد لابن أبي عاصم ١/ ١٢٠، والفردوس بمأثور الخطاب ١/ ٧٩، وفيض القدير ٣/ ٢٧٤، وانظر أيضا الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ١/ ٩٣.
٢ شعب الإيمان ١/ ٤٧٨، والمستدرك على الصحيحين ٣/ ١٩، وحلية الأولياء ١/ ١٦، والإصابة ٤/ ٧٥٤.
٣ أي: وأن يكثر من نوافل العبادات.
٤ المقصود به النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
٥ تذكرة السامع والمتكلم ص٢١، ٢٢.
٦ هو أبو عبد الله، جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط، الهاشمي القرشي، الملقب بالصادق: سادس الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، كان من أجلاء التابعين، وله منزلة رفيعة بالعلم، أخذ عنه جماعة منهم الإمامان أبو حنيفة ومالك، ولقب بالصادق؛ لأنه لم يعرف عنه الكذب قط، له أخبار مع الخلفاء من بني العباس، وكان جريئا عليهم صداعا بالحق، توفي في المدينة سنة ١٤٨هـ.
٧ تذكرة السامع والمتكلم ص٢٢.
٨ في تذكرة السامع والمتكلم ص٢٢: "كان ابن القاسم إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ... " وقال المحقق: هو عبد الله بن القاسم بن خالد بن جنادة صاحب مالك.

<<  <   >  >>