للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رضي الله عنه: «فو الله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم (١)» (٢)، فما أحوج الواحد منا الى ذلك الأجر والثواب من الله العزيز والوهاب.

فضل الدعوة الى الله تعالى:

إن دعوة الناس الى الله تعالى من أفضل الأعمال، وأحسنها الى الله تعالى، وعليها الأجور العظيمة، ولها فضائل جليلة، ومناقب رفيعة، ومكانة سامية، فهي وظيفة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، فمن قام بها ورث الأنبياء، واتصف بصفاتهم و سلك مسلكهم وسار على نهجهم؛ ولذلك ورد في فضل الدعوة الى الله تعالى كثير من الآيات والأحاديث تبين فضلها، وأنها عمل الأنبياء والرسل وعباد الله الصالحين، نذكر بعضا منها:

قال تعالى مخبرا عن نبيه نوح عليه السلام: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا} [نوح: ٥]، فانظر الى هذه الهمة العالية التي اتصف بها نبي الله نوح عليه السلام في دعوة الى الله تعالى وهو يدعو قومه، فقد ضرب أروع الأمثلة، وأعظم الصور في الدعوة الى الله، فإنه لم يكتف بدعوة قومه في النهار فقط، بل كان يدعوهم بالليل والنهار، سر وعلانية، ومع هذا لم يصبه اليأس أو الملل، بل استمر


(١) حمر النعم: هي الإبل الحمر وهي أنفس أموال العرب. (دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين: لابن علان البكري (٢/ ٤٥٢).
(٢) أخرجه البخاري (٤/ ٤٧) رقم (٢٩٤٢).

<<  <   >  >>