للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: ٣٣]، قال ابن كثير: "أي دعا عباد الله إليه {وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}: أي وهو في نفسه مهتد بما يقول فنفعه لنفسه ولغيره لازم ومتعدّ، وليس هو من الّذين يأمرون بالمعروف ولا يأتونه وينهون عن المنكر، ويأتونه، بل يأتمر بالخير ويترك الشرّ ويدعو الخلق إلى الخالق تبارك وتعالى، وهذه عامّة في كلّ من دعا إلى خير وهو في نفسه مهتد، ورسوله -صلى الله عليه وسلم- أولى النّاس بذلك" (١)، وروي عن الحسن البصري رحمه الله، أنه تلا هذه الآية: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، فقال: "هذا حبيب الله، هذا وليّ الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحبّ أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا النّاس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحا في إجابته، وقال إنّني من المسلمين، هذا خليفة الله" (٢).

أما الأحاديث: فعن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «نضر الله عبدا (٣) سمع مقالتي فوعاها، ثم بلغها عني، فرب حامل فقه

غير فقيه، ورب حامل فقه


(١) تفسير ابن كثير (٧/ ١٧٩).
(٢) تفسير ابن كثير (٧/ ١٨٠).
(٣) نضر الله: أي دعاء له بالنضرة، وهي البهجة والبهاء في الوجه من أثر النعمة. (مرعاة المفاتيح … (١/ ٣٢٧).

<<  <   >  >>