للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وامتثل أمره فيها «لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً» " (١)، وما أكثر دعاة الضلالة اليوم لا كَثّرهم الله ولا بارك فيهم، فهم لا يفترون في إضلال الناس ليلا و نهارا، بكل الوسائل والطرق، مستخدمين في ذلك ألوانا متعددة في دعوتهم الى الضلالة، وأساليب ماكرة خبيثة، وهؤلاء الداعون الى الضلالة أخبث ممن هو واقع فيها ولم يدع غيره إليها، والسبب أنهم لم يكتفوا بوقوعهم في الضلالة؛ بل يدعون غيرهم ليوقعوه فيما هم فيه من الإثم والشر، فهم دعاة الى نار جهنم مباشرة، ولهذا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها» (٢).

قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إلى ضلالة» أي: إثم وذنب أو بدعة ابتدعها أو سبق بها، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، وأعظم ضلالة ما فيها شرك بالله سبحانه وتعالى أو كفر به، كمن يذبح للقبور بقصد دفع ضر أو جلب نفع، أو يدعوهم من دون الله، وتعلم السحر وتعليق التمائم و الحروز، وتصديق السحرة والكهنة والذهاب إليهم، وغير ذلك من الأعمال الشركية المنافية لتوحيد الله جل وعلا، ثم ما يكون أدنى من ذلك فأدنى كل على حسبه، حتى تصل الى أدنى فعل يترتب عليه أثم أو وزر، فهو ضلالة، لأن كلمة ضلالة جاءت في الحديث نكرة فدلت على كل ما يكون


(١) دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (٢/ ٤٥٠)
(٢) متفق عليه: عن حذيفة بن اليمان البخاري (٩/ ٥٢) رقم (٧٠٨٤)، مسلم (٣/ ١٤٧٥) رقم (١٨٤٧).

<<  <   >  >>